الاثنين، 7 أبريل 2008

القصيبي والفوزان وعشقهما المشترك للطبخ


أكاد أجزم أن معظم مشاكلنا في المملكة قائمة على عدم الثقة وإحسان الظن بالآخرين ..
ماذا يحدث عندما تنعدم الثقة مابين أفراد الأسرة ؟؟
ماذا يحدث عندما تضيع الثقة بين الشركاء في التجارة ؟؟

هكذا حالنا فتحن جميعاً شركاء في أسرة كبيرة إسمها الوطن ..
مشكلة انعدام الثقة في مجتمعنا انسحبت على التيارات الفكرية التي تشكل نسيج المجتمع ، فأصبحت كل فكرة جديدة مطروحة خاضعة لحكم مسبق صادر من المتلقين بناءً على الخلفية الفكرية القادم منها صاحب الفكرة ، بغض النظر عن مدى جودة الفكرة من ناحية المضمون والنتيجة.

وسأضرب مثالاً بشخصيتين عامتين من المجتمع ..
فلو قال الدكتور غازي القصيبي في حديث جانبي لأي وسيلة إعلامية بأنه يستمتع بالأكل من طبخ يده ..
فسينقسم الناس إلى معسكرين مؤيد ومعارض ..
ستجد المعارضين يستخدمون الخلفية الفكرية للقصيبي في تفسير فكره وآرائه كالتالي : من المشهور أن الطبخ في البيت هو من مسؤولية المرأة عموماً ، فإذا قال القصيبي بأنه يحب أن يطبخ بنفسه فهو يدعوا النساء إلى التخلي عن واجباتهن المنزلية والخروج من البيت ويبدأ العزف على موال الإختلاط والمفاسد وغير ذلك ..
أما المؤيدون فسيرون في التصريح تأكيد على شراكة المرأة للرجل في كل مناحي الحياة ودعوة للمساواة ..

على الجانب الآخر لو قال الشيخ صالح الفوزان بأنه يستمتع بالأكل من طبخ يده ، فسيحصل نفس الإنقسام ولكن بطريقة أخرى ..
سيتحول مؤيدو القصيبي إلى معارضين وسيتحول الطبخ بالنسبة للمرأة إلى رمز حقوقي والفوزان يسعى إلى حرمانها منه !!!
بينما يبدأ مؤيدو الشيخ بضرب الحكم والأمثال واستنباط دروس المساواة والرأفة وروح المساعدة من القول الحكيم للفوزان !!!

متناسين جميعاً أخذ الفكرة بتجرد والحكم عليها من خلال النسق المراد لها التطبيق فيه ...

إن الحكم على النيات وافتراض حسنها أو سؤئها .. وعدم النظر إلى الأفكار المجردة بغض النظر عن قائلها مشكلة تتفاقم في وطني ...

ولمن أراد مثالاً عملياً فما عليه إلا العودة إلى قرار عمل المرأة في محلات الملابس النسائية وماصاحبه من تأييد ومعارضة تقاطعت كثيراً مع أطماع بعض التجار !!!


المتحنظل بأمر الله

ليست هناك تعليقات: